إنها المساجد
قد ظلّ المسجد على امتداد تاريخ أهل الإسلام مؤسسة تعليميّة للصغار والكبار، وأوّل الأمكنة التي تُحقّق الأهداف العملية لتربية الناس عامّة والناشئة والشباب خاصّة، فالمساجد متعدّدة الأغراض متشعّبة المهام، وكان الرجال الأوائل الذين حملوا اللواء ولبّوا النداء إلى عزّ الأبد هم أشبال المساجد وعمّار بيوت الله تعالى، كذلك كان العلماء والفقهاء، والأدباء والبلغاء، والأتقياء والصلحاء من أفضل خرّيجيها، فكم نَوّرتْ المساجد قلوباً وعَمّرتْ أفئدة وأزالتْ عنها حميّة الجاهلية وغبش المعاصي، وانتزعتْ منها جذور الزيغ